لماذا يغش الطلاب في الامتحانات للعام 2018
الغش في الامتحانات يُعتبر المشكلة الأساسية في جميع المراحل والمؤسسات التعليمية حصرًا، ولا يوجد أحد منّا لم يغشّ في يوم من الأيام في المدرسة أو الجامعة ولو على سبيل المزاح أو تجربة شيء جديد بحجة أن الممنوع مرغوب. الغش في حدّ ذاته مسألة أخلاقية تختلف نسبة قبولها من العدم حسب الدستور الأخلاقي للفرد الذي يقوم بالغش أو يرفضه، وذلك الدستور الأخلاقي في العادة مبني على ثقافته الشخصية الممتزجة بالنظرة العامة الحاضرة للمجتمع بصدد الشيء الذي يقوم به..
لذلك نجد أن الغش هذه الأيام يُعتبر شيئًا عاديًّا لدى الكثيرين. لكن الأمر الذي يدعو للحيرة هو أن الطلبة المتفوقين يعمدون للغش أيضًا. فما السبب يا تُرى؟ في هذا المقال سوف نتطرق إلى عدة أسباب تدفع الطلبة المتفوقين للغش بالرغم من تفوقهم الدراسي، مما يُظهر أنه لم يسلم أحد من الغش، لا المتدني ولا المرتفع..
1) الخوف من عقاب الأهل:
الأهل دائمًا ما يضغطون على الطالب بأنه يجب عليه المذاكرة ليل نهار والحصول على أعلى الدرجات وإلا سوف ينبذونه ويقللون من مصروفه ويحقرون من شأنه. لا تقولوا إن ذلك لا يحدث، بل يحدث على الدوام، ويحدث لي شخصيًّا من آنٍ لآخر أيضًا. لذلك الطالب المتفوق يخشى دائمًا أن ينخفض معدله الدراسي بسبب أي شيء مثل الكسل أو حرق الأعصاب الزائد عن الحدّ أو بسبب أية ظروف خارجية أخرى، مما ينتج عنه نبذ أُسريّ تام..
لذلك يسعى للغش في الامتحانات لنبذ تلك الاحتمالية من قائمته تمامًا، فبالنسبة له إذا غشّ، سوف يحافظ على مرتبته العالية، بل سيرتقي عنها أيضًا، وبالتالي سيرضى الأهل عنه ويتحاكون به لدى الجيران والأقرباء والعامة، مما يُشعر الطالب بالرضى عن ذاته ويحسّن من حالته النفسية.
فلنفترض أنك الآن رسبت في مادة ما، سوف يحرمك والدك من المصروف وسوف تحرمك الأم من أجهزة الألعاب، وستنعتك الأسرة بالكامل بكلمة (فاشل)، مما يجعلك مختنقًا وتُريد أن تُشعل النيران في نفسك، لكن تتدارك أن البيت ليس فيه بنزين، فتتمنى أن تموت مختنقًا، لكن ستقتل أسرتك بالغاز، وتكتشف في النهاية أن الانتحار يفقد قيمتك الإنسانية في الأساس. فهذا يدفعك بشكلٍ ساخر إلى الغش.
2) الحفاظ على الكبرياء وعزة النفس:
الطالب المتفوق دائمًا ما يكون لديه حسّ عالٍ بالكبرياء والشموخ عن سائر الزملاء. ببساطة لأن مكانته الشخصية في عيون الآخرين هي من معدل الذكاء الذي يمتلكه، وكلما كان معدل الذكاء مرتفعًا، كلما اكتسب رضا الجميع عنه، وسمع منهم عبارات المديح والثناء بشكلٍ لا ينقطع. صفات الاعتداد بالذات تلك تُغذّيها الدرجات المرتفعة المتتالية في العديد من الامتحانات المختلفة في المراحل الدراسية المتتابعة..
لذلك عندما تأتي مرحلة دراسية ما حدثت فيها له بعض المشاكل التي نتج عنها تقصير واضح في معدل مذاكرته، فإنه يوضع في مأزق حرج، الآن سوف يخسر تلك المرتبة! الآن سوف تتزعزع ثقته بنفسه وسيسقط في دوامة من الشكوك الذاتية. لذلك يعمد للغش كي يُبقي على تلك الدرجات مرتفعة، وبالتالي يُبقي على الكبرياء والشموخ لديه مرتفعين أيضًا..
أنت تحب أن تظل مرتقيًا ومرتفعًا عمّن حولك، حتى لو كانوا أهلك وذويك ذاتهم. لا ضير في ذلك يا عزيزي، فالنفس البشرية تسعى إلى الكمال في كل وقت وكل مكان. لكن لا تجعل ذلك مسلكك نحو الغش..
3) الاندماج مع الزملاء:
في العادة يكون الشخص المتفوق شخصًا معدوم الباع بالنسبة لنقطة تكوين الصداقات أو إنشاء العلاقات الإنسانية بينه وبين الزملاء في نفس الصف، لأنهم يعتبرونه شخصية مُقعدة نفسيًّا ولا تُريد اللعب أو الاختلاط معهم بشكلٍ أو بآخر، فهم يرونه شخصًا ينبذهم ولا يريد التعامل معهم. لذلك يسعى الطالب المتفوق في هذه الحالة إلى فعل شيء يفعله جميع الأقران ليتودد إليهم بشكلٍ غير مباشر..
لا يهمّ مهما كان ذلك الشيء مرفوضاً أخلاقيًّا أو منبوذاً دينيًّا، المهم هو كسب رضاهم وتكوين الصداقات التي ستدوم للأبد من وجهة نظره، لذلك يشرع في الغش والاندماج مع الزملاء في ذلك الأمر، ففي النهاية يخرج الجميع من الامتحان سعداء بالنتيجة الجيدة التي سيحصلون عليها إثر عملية الأخذ والعطاء التي تمت بينهم وبين الطالب الذي أصبح فرحًا بأصدقائه الجدد الآن..
فإذا قال لك زميلك “بست، بست، السؤال الأول النقطة الثالثة”، ستتلفت حولك مثل الأفلام البوليسية لتقول له الإجابة بالهمهمات أو الإشارات. ذلك يُشعرك بالحماس والإثارة حتى لو كان ما تفعله خاطئًا. لكن لماذا تضع نفسك في موقف يكون فيه المُراقب كالمُحقق كونان ليمسك بك مهما كنتَ تتحاذق في الغش.
4) لتقليل الضغط العام:
الطالب عمومًا يُعاني من الكثير من الضغوطات الدراسية التي تحاوطه وتنقضّ عليه من كل حدب وصوب في كل مرة يحاول فيها ضبط أحواله الدراسية بالمدرسة أو الجامعة. فهناك العديد من الأشياء المُقلقة والتي تسحب وقت الطالب كله بالتدريج غير الامتحانات الشهرية أو السنوية.
مثل التقارير والأبحاث والتكليفات والإجابات والأنشطة التي يجب عليه تقديمها من حين لآخر للأساتذة كعامل إكمالي للدرجة الشاملة للمادة التي يدرسها. لذلك يعمد الطالب للغش في الامتحانات كي يضمن درجتها تمام الضمان، ثم يُفرغ عقله وينظم وقته من أجل إتمام سائر مهامه الدراسية الأخرى، أو الحياتية أيضًا في بعض الأحيان.
الآن لديك عشرات التكليفات في قائمة الانتظار، ببساطة ستجد أن إنهاء بعض المواد بالغش سيُنهي سائر التكليفات عبر إكسابك لبعض الوقت الإضافي. لكن احزر ماذا؟ كل الوقت الإضافي سوف يُبلع بالتكاسل ومشاهدة التلفاز والجلوس على الحاسوب ومحادثة الأصدقاء ومشاهدة الأفلام وأي شيء آخر بعيد تمامًا عن هدفك الأصلي. فلماذا تغش من البداية؟ ضع نفسك في المعمعة لتتعلم ضبط النفس والوقت وكل شيء مفيد آخر..
لياتيك كل جديد انضم الى الجروب الخاص بنا المتخصصة في المنح و الدراسة من خلال هذا رابط:
رابط المجموعة
( المنح):https://www.facebook.com/groups/1499277283497671/
رابط المجموعة
( الدراسة):https://www.facebook.com/groups/1694578504200276/
• أو التواصل معنا للمساعدة في عملية التسجيل
وسائل التواصل :
جوال : 00905452265445 واتس – فايبر
ايميل: info@edu-services.net
فيسبوك: https://www.facebook.com/Eduservices0/
لا تترددوا بالاتصال بنا … اتصالكم يسرُّنا
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!