كيف يمكنك الجمع بين العمل والدراسة في نفس الوقت؟ للعام2017-2018
يعتقد بعض الأشخاص أنّ العمل يأتي بعد الانتهاء من الدراسة. لكن هذا ليس الموقف الذي يتّخذه الجميع، فهناك على الناحية الأخرى من يؤمن بأهمية العمل مع الدراسة، سواءً في دوام جزئي أو دوام كامل، باختلاف الأسباب من شخص لآخر، ما بين الاحتياجات المادية ومن يرغب في الاستفادة من كل وقته في العمل، ومن يرغب في تجربة العمل مبكرًا حتى يكتسب سلوكيات نحتاجها دائمًا كالالتزام وتحمل المسؤولية.
وباختلاف هذه الدوافع تبقى هناك مشكلة مهمة، وهي كيف يمكن الجمع بين العمل والدراسة معًا دون أن يكون هناك تقصيرًا في أيٍ من الاثنين، وهذا ما سوف نتحدث عنه في مقال اليوم.
جدول الدراسة
في البداية عليك أن تعرف جيدًا ما هي المواد التي سوف تدرسها في هذا العام الدراسي، والوقت المطلوب منك للحضور، ثم تبدأ في تسجيل هذه الأشياء ضمن جدول خاص بالدراسة.
لأنّ وقت الحضور في الجامعة أو المدرسة لا يجب أن يتأثر، لا سيما في الكليات العملية، أو في الكليات التي تعتمد على نظام للحضور والغياب، وحتى لا تضيّع الاستفادة التي يمكنك الحصول عليها من الحضور أيضًا، فهي مسألة هامة بالنسبة لك.
بناءً على هذا الجدول ستعرف الوقت المتاح بالنسبة لك، لكن تذكّر أنّ هذا الجدول لا علاقة له بجدول المذاكرة، وهي النقطة التالية.
جدول المذاكرة
هناك العديد من الطرق التي تستخدم لوضع جدول المذاكرة، ولأنّ هذا ليس موضوع المقال. سأذكر لك سريعًا بعض النقاط حول شكل التقسيم المحتمل.
يلجأ البعض إلى وضع وقت محدد للدراسة يوميًا، وتكون عدد الساعات قليلة في هذه الحالة، نظرًا لاحتياجه للحضور ومن ثم تأدية العمل المطلوب.
من جانب آخر يختار بعض الأشخاص أن يحدد يومًا واحدًا أو يومين للمذاكرة فقط. في أيام إجازته مثلًا.
أيًا يكن شكل الجدول الذي سوف تضعه، فهو شيء يخص قدراتك الشخصية، لكن يجب أن تقوم بتقسيم المنهج الدراسي بشكل صحيح؛ حتى لا يحدث هناك إهمال في الدراسة وتكتشف هذا الأمر في النهاية قبل وقت الامتحانات.
تعدد المهام
من الأشياء التي يجب أن تتعلّمها حتى يمكنك الجمع بين العمل والدراسة، هي أن تعرف كيف يمكنك أن تصبح شخصًا متعدد المهام، وهي تبدو مسألةً صعبةً بالنسبة للبعض. لكن لا غنى عنها في هذا الموقف.
تعدد المهام يعني أن يكون لديك القدرة على أن تؤدي عملك، وأن تدرس بعدها مباشرةً، دون أن يحدث لك أي خلل أو تشتت بسبب هذا الأمر، بل يكون لديك السلاسة والمرونة في الانتقال من مهمة لمهمة أخرى دون أي مشاكل.
الفكرة من كونك شخص متعدد المهام في أنّ هذا يساعدك على الإنجاز المتواصل واليومي، فلا تشعر بأنّك تفعل أشياءً مختلفة في يوم واحد، بل تصبح هذه النقاط أنشطة تقليدية بالنسبة لك، وتؤديها بنفس الدرجة من التركيز.
تقبل التضحية اليومية وقلّل من المشتتات
حياة الشخص الذي يدرس ويعمل تختلف تمامًا عمّن يفعل شيء واحد فقط، هذه المسألة ربما تجعله دائمًا يفكر في الضغط الذي يتعرض له، وكيف أنّ حياته تمتلئ بالمهام.
هذا الأمر للأسف يمكنه أن يسبب بعض الإحباط، لا سيما مع رؤيتك لمن حولك وهم يملكون وقتًا لممارسة العديد من الأشياء يوميًا.
وهنا عليك أن تؤمن بما تفعله حقًا، وأنّك على قناعة بالدراسة والعمل في آنٍ واحد، وبناءً عليه يمكنك أن تتقبل التضحيات التي ستقوم بها بشكل مستمر.
لا تجعل هذه الأشياء تكون مصدر تشتيت لك عن هدفك؛ لأنّك ببساطة تمارس شيئًا هامًا، وهذا يحتاج إلى التضحية.
كذلك يجب أن تضع قائمة بالأشياء التي تشتتك عن العمل يوميًا مثل: الفيسبوك أو أي نشاط آخر، وتبدأ في تقليله تدريجيًا. هذا الأمر سيؤثر عليك بصورة إيجابية وستكتشف أنّك تملك وقتًا كبيرًا كنت تضيّعه من قبل في أنشطة يمكن الاستغناء عنها بالكامل.
خصّص وقتًا لرفاهيتك
من الأخطاء التي يقع فيها العديد من الأشخاص هي أنّه في طريق تضحيته فإنّه يهمل كذلك في راحته الجسدية والنفسية، فتجده ربما يعمل بشكل متواصل يوميًا، دون أن يكون هناك وقت للرفاهية أو الترفيه عن النفس.
وهذا الأمر في رأيي خاطئ؛ لأنّ وقت الراحة هذا يحتاج إليه جسدك وعقلك، فأنت مهما ظننت عن نفسك في العمل بشكل مستمر، فلا بد وأن تتأثر إنتاجيتك في بعض اللحظات، كما أنّ لحظات الرفاهية تمثل أحيانًا الدافع للاستمرار فيما بعد.
أقول هذا الأمر عن تجربة شخصية، فأنا أعمل في العديد من المهام بجانب الدراسة، وأخصّص في يومي وقتًا في نهايته للرفاهية، فأجد هذا يساعدني بصورة كبيرة.
ولو كان بإمكانك أيضًا أن تحصل على إجازة كل فترة، سواءً للسفر أو لأي شيء آخر، سيكون هذا الأمر جيد جدًا بالنسبة لك، وسيساعدك على تجديد طاقتك.
نم قليلًا لكن جيدًا واحرص على طعامك
في رأيي فإنّ النوم مشكلة رئيسية تواجه أي شخص يؤدي العديد من المهام معًا، فيشعر بأنّه مضطر للاستغناء عن النوم، وهو ما لا يمكنه أن يحدث.
في الواقع يمكنك أن تقوم بضبط مسألة النوم، بحيث تنام لعدد قليل من الساعات، لكن نومًا جيدًا وكافيًا لك للطاقة والنشاط.
وهذا الأمر يعني ألّا تضطر للسهر، بل النوم المبكر سيكون شيئًا جيدًا، وتستيقظ مع الفجر، وتبدأ في ممارسة نشاطك من هذه اللحظة.
سوف تجد أنّ اليوم يصبح طويلًا بالنسبة لك، ويكون في مقدرتك القيام بكل ما تريده من أعمال.
كذلك من المهم أن تحرص على تناول الطعام المناسب في أوقاته؛ لأنّ هذا سيؤثر في طاقتك وجهدك خلال اليوم.
ضع جدولًا خاصًا للامتحانات
تتغير الأوضاع تمامًا في أوقات الامتحانات، وتزداد درجة الضغط، وبالتالي عليك أن تدرك هذا الأمر من البداية وأن تضع جدولًا خاصًا للامتحانات، تكون عدد ساعات الدراسة فيه أكثر، وعدد ساعات العمل أقل.
لو كان بإمكانك أن تحصل على إجازة من العمل، فهذا الأمر سيفيدك جدًا؛ لأنّه سيساعدك في تقليل الشعور بالضغط وكثرة المهام المطلوبة، وبالتالي يكون بإمكانك التركيز على الدراسة.
أمّا في حالة صعوبة الحصول على إجازة، فتقليل الوقت يبدو هو الخيار الأنسب؛ لأنّ التركيز في هذه الفترة يجب أن يكون مع الامتحانات وكيفية العبور منها.
الأمور بيدك أنت يا صديقي. بالحكمة والتخطيط الجيد للوقت ستجد أنّ الجمع بين العمل والدراسة أمرٌ سهلٌ، ويمكنه أن يحدث دون أي مشكلة على الإطلاق.
وسائل التواصل :
فيسبوك: https://www.facebook.com/Eduservices0/
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!