دليل الطالب المغترب.. إيجابيات الدراسة بعيدًا عن الأهل 2017-2018
مرحبًا يا صديقي، لا أعلم أثر قراءة عنوان المقال عليك، وإن كنت وجدته مناسبًا أو لا، لكن دعني أخبرك في المقدمة أنّ كل شيء يحتمل أن ننظر إليه بعين الإيجابيات والسلبيات، فالكثير من الأشخاص يؤمن بأنّ الدراسة بعيدًا عن الأهل شيء سلبي تمامًا، لكن في الواقع هناك العديد من الإيجابيات التي سوف تظهر لك تدريجيًا.
في هذا المقال نحاول التركيز على هذه الإيجابيات، ولو كنت طالبًا مغتربًا فنحن نؤمن أنّك في حاجة إلى معرفة هذه الإيجابيات مبكرًا، بل والتركيز عليها حتى يمكنك الاستفادة منها بالصورة المطلوبة.
بالطبع يمكنك أن تفعل ذلك في إطار تجربتك الخاصة، فنحن نختلف فيما بيننا في التجارب التي نمر بها، لكن تبقى هناك بعض النقاط المشتركة وتلك التي نحاول الحديث عنها في هذا المقال.
الاعتماد على الذات والتأقلم مع الظروف
في مرحلة من مراحل حياتنا ندرك جميعًا أهمية الاعتماد على الذات، وأنّ مع كل فرصة تتاح لنا لنفعل ذلك، فإنّه ينبغي علينا استغلالها بأفضل شكل ممكن.
وتجربة الاغتراب بعيدًا عن الأهل تعتبر هي أقوى التجارب التي تساعدك على ذلك، والأمر يشمل كل شيء، فأنت المسؤول عن الأمور المالية وتنظيمها، وكذلك مسؤول عن إعداد طعامك، وشراء كل ما تحتاج إليه، سواءً كنت ستفعل ذلك بنفسك، أو ستقوم بتقسيم المهام مع الآخرين.
في كل شيء تقوم به ستجد أنّك في حاجة إلى الاعتماد على ذاتك، حتى أنّك لاحقًا لن تعاني من الحياة في أي ظروف، بل يمكنك التعايش مع كل شيء.
في رأيي فإنّ الاعتماد على الذات من الضروريات في الحياة في الوقت الحالي، والشخص الذي يمكنه فعل ذلك يكون قادرًا على التأقلم مع كل ما يحدث معه في حياته.
تحمل المسؤولية
ليست مسألة اعتماد على الذات فقط، لكن الموضوع يصاحبه تحمل مسؤولية حقيقي، لا سيما في حالة كنت تعيش مع مجموعة أخرى من الأشخاص في السكن.
حيث سيكون هناك اتّفاق بينكم على الأشياء التي ينبغي فعلها، وما هي الأدوار التي يجب على كل فرد القيام بها، مثلًا شخص يقوم بشراء المتطلبات، وثاني يقوم بعمل الطعام، وآخر يقوم بمهام التنظيف.
وتنسيق ذلك مع الدراسة يحتاج إلى مجهود بالتأكيد، حتى لا تقصر في مذاكرتك، وفي الناحية الأخرى حتى تلتزم بأداء المسؤولية المطلوبة منك باستمرار.
هذا الأمر يعلّمك كيف تلتزم عندما يُطلب منك مهام معينة، وكيف تتعامل مع هذه المهام بأفضل صورة، والأمر سوف يستمر معك في حياتك العملية لاحقًا، وسيجعلك اختيارًا ناجحًا في أي وظيفة تقوم بها.
خبرات ومهارات حياتية أكثر
من المتوقع في الغربة أن تمر بالعديد من المواقف، ما بين مواقف صعبة، ومواقف غير معتادة، وستجد نفسك مطالبًا بالتعامل مع كل هذه المواقف.
كما أنّ وجودك في الغربة سيجعلك تخوض في العديد من التجارب، بعضها سيفرض عليك بحكم الظروف التي ستحياها، والآخر ستحب أن تصنعه لنفسك لتتعلم منه ما يفيدك.
هذه المواقف والتجارب ستساعدك على اكتساب العديد من المهارات والخبرات الحياتية، وهذا الأمر سيؤثر في حياتك بصورة إيجابية جدًا، لا سيما كلما زادت مساحة التعلّم لك من المواقف والتجارب.
ختامًا فإنّ فرصة التعامل مع الأشخاص تزداد بصورة واسعة في الغربة، وستفاجأ من الصدامات التي ربما تحدث بينك وبينهم، وستتعلم كيفية التعامل مع الآخرين من خلالها، وهذا سيعزز مهارات التواصل لديك.
في الغربة ستتأكد في كل مرة أنّ هناك جديد لم تره بعد، ومع كل جديد ستتعلّم العديد من الخبرات والمهارات الحياتية.
التعرّف على ثقافات جديدة
استكمالًا لنقطة التعامل مع الأشخاص التي تحدثنا عنها في الفقرة الماضية، فإنّ الغربة فرصة عظيمة للالتقاء والتعرف على الثقافات المختلفة.
فمكان الغربة بالنسبة لك هو مكان جديد، وهذا يمنحك فرصةً للتعرّف على كل ما يخص هذا المكان من معالم وآثار وتاريخ وثقافة، سواءً في الأكل أو طريقة الحياة أو أسلوب اللبس أو المواصلات، باختصار كل ما يتعلّق بالمكان، وهذه فرصة طيبة لتعرف شيئًا جديدًا، وكذلك أن تقارنه بالموجود لديك في بلدك.
وهناك جانب الأشخاص الجدد الذين سوف تلتقي بهم في الغربة، فأنت لن تتعامل مع أشخاص متشابهين معك ممن اعتدت عليهم، بل ستلتقي أشخاص جدد، وهي كذلك فرصة جيدة للتعلّم منهم، وهذا يجعلك أكثر انفتاحًا على العالم الخارجي بعيدًا عن بلدك الأصلية.
نظرتك الإيجابية تتحكم في الأمر
من المهم أن تعلم بأنّ إيجابيات الغربة متعددة، وتختلف من شخص لآخر، لكن نتفق على أنّ نظرتنا هي التي تتحكم في الأمر.
وبالتالي لو كانت نظرتك إيجابية للغربة، أو على الأقل وضعت مبدأ التعلّم نصب عينيك، سوف تجد أنّ هناك فارق يحدث في حياتك.
فالتجارب الجديدة التي تساعدك على اكتساب الخبرات والمهارات الحياتية، لن تراها كذلك إلّا بنظرتك الإيجابية، وإلا فإنّك قد تعتبرها شيئًا سيئًا بشكل كامل، ولا تتعلم منه أي شيء.
وتأكد أنّ النظرة السلبية للغربة تجعلها تجربة قاسية ومريرة، كأنّها وُجدت فقط للمعاناة، بينما هي تجربة عظيمة جدًا يمكنك الاستفادة منها بأكثر من شكل.
لذلك كن حريصًا على أن تجعل نظرتك إيجابية دائمًا، وأن تؤمن بالتعلّم طوال الوقت، حتى يمكنك تحقيق أكبر قدر ممكن من الإيجابيات في نهاية رحلتك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!